منذ أن ظهرت وسائل الإعلام بطابعها المعاصر، ورجالها في صراع مع رجال السياسة حتى وإن كان رجال الإعلام في أحيان كثيرة رجال سياسة. ويعود التنافر بين الفاعلين في المجالين إلى التداخل بي...
إظهار النص كاملا منذ أن ظهرت وسائل الإعلام بطابعها المعاصر، ورجالها في صراع مع رجال السياسة حتى وإن كان رجال الإعلام في أحيان كثيرة رجال سياسة. ويعود التنافر بين الفاعلين في المجالين إلى التداخل بين مجاليهما وهو التداخل الذي قد يتحول إلى تجاذب وصراع في بعض الأحيان ومع ذلك تبدو العلاقة بين الإعلام والسياسة وثيقة ومتداخلة إلى حد بعيد، لدرجة أننا لا يمكن أن نعزل العملية السياسية عن الأنشطة الإعلامية. ويتضح التأثير على مستويين اثنين: فردي خاص بما يتصل بالقيم والسلوك والاقتناع أو التعبئة، ثم جماعي من خلال التكامل السياسي أو الظواهر الحياتية المختلفة.
إن وظيفة الإعلام تختلف عن تلك المنوطة بالسياسة، ليس فقط من زاوية أفق الاشتغال وطبيعة الرسالة، ولكن أيضا بحكم طبيعة الغايات المرتجاة من هذا كما من تلك. ثم إن زمن السياسة ليس بالضرورة هو زمن الإعلام فللأولى الاشتغال بجوهر المنظومة في حين أن للثاني الإخبار العابر الذي قد لا يترك أثرا كبيرا في البنية أو تأثيرا في السياق. من هنا تتجلى أهمية طرح إشكالية الاستقلالية التي قد يدعو لها الإعلامي.